محمد حامد – إيلاف: ظهر عمالقة صناعة التكنولوجيا على الساحة خلال الأيام القليلة الماضية وهم يعرضون لمحات عن الأعمال الضخمة لتلك الشركات في المستقبل، وذلك من خلال أحد المؤتمرات المهمة السنوية للمدراء التنفيذيين لشركات ياهو وأمازون وفيس بوك حيث يتلقى خدماتهم مئات الملايين من المستفيدين في جميع أنحاء العالم، وقد أعلن هؤلاء المدراء خططهم الجماعية من أجل مستقبل شركاتهم ومستقبل صناعة التكنولوجيا عامة وذلك وفق ما ذكره تقرير صحيفة "التايمز".
لم يكن هناك أي إشارة إلى الإعلان الذي طرحته منافستهم شركة مايكروسوفت في اليوم السابق عن النسخة القادمة من برنامج النوافذ ولكن هذا المؤتمر التكنولوجي الهام الذي عقد في كاليفورنيا كان مليئًا بأخبار عن مستقبل شبكة الإنترنت.
ومن بين الأحداث المهمة في المؤتمر تم طرح القضايا الآتية ...
ياهو/ مايكروسوفت ... لا يزال الجدل مستمرًا
قال جيري يانج المدير التنفيذي لشركة ياهو المحاصر والذي رفض عرض شركة مايكروسوفت البالغ 475 مليار دولار أميركي لشراء شركة ياهو بأنه على الرغم من أن الإندماج الكلي مع مايكروسوفت يبدو أمرًا غير محتمل، إلا أن إمكانية التعامل مع الشركة العملاقة سوف يظل ذا قوة كبيرة. كما أن يانج الذي ناور المدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت ستيف بالمر كثيرًا قال هذا الأسبوع بأن مايكروسوفت لم تعد مهتمة بشراء ياهو ولكن الشركتين بينهما محادثات عن أشياء أخرى. ورفض أن يصرح أكثر من ذلك.
ففي الأسبوع ما قبل الماضي، قيل إن شركة مايكروسوفت قد اقترحت صفقة بديلة حيث تشتري أعمال البحث الخاصة بشركة ياهو وتأخذ حصة الأقلية فيما تبقى من شركة ياهو بعد أن باعت أصولها الاسيوية بما فيها حصتها في أكبر مجموعة تجارة الكترونية صينية والمسماة على بابا.
وفي مقابلة والت موسبيرج مع صحيفة وول ستريت، ذكر يانج أيضا أن هناك صفقة بديلة يتم مناقشتها مع غوغل، الشركة المنافسة لياهو، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنها بعد. حيث أن ياهو تحاول أن تعقد اتفاقًا مع غوغل تسمح لها بموجبه أن تضع إعلانات على مواقع البحث الخاصة بياهو – وهو المجال الذي لا منافس فيه لغوغل – مما يجعل قدرة ياهو على التركيز على السوق الإعلاني أفضل. كما ذكر يانج في المؤتمر أنه أفضل شخص يمكن أن يقود شركة ياهو، ولكنه سلم بأن الشركة ما زال أمامها الكثير كي تفعله والكثير من الاستثمارات من أجل أن تتحول إلى موقع يشتريه المعلنون على الإنترنت.
أمازون وخدمة الكتاب الإلكتروني
شخص واحد من كل عشرين شخص هو الذي يرغب في شراء نسخة من كتاب الكتروني وليس كتابا ورقيا. وهذا ما كشفه موقع أمازون بعد ستة أشهر من بدء تدشين خدمة بيع الكتب الإلكترونية ، حيث أعلن جيف بيزوس المدير التنفيذي لأمازون لمندوبي الصحف الذين حضروا بأن الكتاب الإلكتروني يحقق مبيعات بنسبة 6 في المئة فقط من إجمالي المبيعات التي تعرض عادة في شكل نسختين واحدة الكترونية والأخرى ورقية.
يتيح موقع (الشمعة) لبيع الكتاب الالكتروني الذي أطلق في شهر نوفمبر الماضي بتكلفة 399 دولارًا يسمح لمن يمتلكون حق الدخول اليه بتحميل النص الكامل من كتاب ما خلال دقيقة بواسطة استخدام وصلة واي فاي. وهي تستخدم تكنولوجيا تسمى الحبر الإلكتروني والتي تملأ الشاشة بجزيئات بيضاء وسوداء صغيرة من أجل تكوين شكل الورقة. وقد ذكر بيزوس أن هدف أمازون لم يكن استبدال حب الناس للكتاب المادي العادي ولكن منحهم القدرة على تحميل أي كتاب في وقت قصير.
كما أضاف أنه رأى أن الكتب الإلكترونية تمثل القيمة الكبرى لأعما ل موقع أمازون وأن الشركة وضعت في اعتبارها إضافة شيء ذي أهمية إلى المنتج مثل رائحة غلاف الكتاب من أجل جعل الأمر أكثر واقعية. وعندما سئل إذا كانت تلك الوسيلة قد منعت المستخدمين من نسخ الكتب بمجرد تحميلها، قال بيزوس بأنه كقاعدة عامة فإن البرنامج مصمم من أجل منع النسخ – المعروف باسم إدارة الحقوق الرقمية – ولكنه لم يقلل مبيعات الكتب. وقد أعطى الموقع الحرية للناشرين في إدارة حق نسخ كتبهم، ولكن وسيلة نشر الكتب الإلكترونية تجعل حق النسخ مجانًا.
موقع فيس بوك ... المدير الشاب (طموح بلا حدود)
دافع مارك زوكربيرج، المدير التنفيذي لموقع فيس بوك والبالغ 23 من عمره، عن قراره عن بقائه كمدير لموقع الشبكة الإجتماعية قائلا بأنه لم ينجز بعد رؤيته للشركة. حيث أن زوكربيرج الذي عين شيرلي ساندبيرج المديرة التنفيذية السابقة لغوغل كي تصبح مديرة التشغيل، يرفض تعيين مدير آخر أكثر خبرة منه كي يخلفه كمدير تنفيذي لموقع الشبكة الإجتماعية.
فهناك قادة آخرون في مجال التكنولوجيا الذين أسسوا شركات إنترنت ناجحة مثل لاري بيج وسيرجيري برن الذي أنشأ شركة غوغل، وهؤلاء قد سلموا زمام الأمور لمدراء أكثر خبرة منهم عندما بدءوا في توسيع مجالات عمل شركاتهم كما يحاول ذلك الآن موقع فيس بوك.
كما قالت السيدة ساندبيرج بأن موقع شبكة فيس بوك يساعد الشركات الأخرى من خلال تعريف المستخدمين لشبكة فيس بوك بمعلومات عن تلك الشركات . وكرر زوكربيرج بأنه ليست لديه خطط لبيع موقع فيس بوك لشركة مايكروسوفت والتي حققت 240 مليون دولار أميركي حصة لها في الموقع خلال العام الماضي. وقال إن هدفه هو تقديم رؤيته على الموقع والتي تساعد مستخدمي الموقع على مشاركة الآخرين في معلوماتهم وشخصياتهم.