دخلت الهدنة التي كانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإسرائيل قد توصلتا إليها في قطاع غزة الذي يخضع لسلطة الحركة منذ عام تقريباً حيز التنفيذ في الساعة السادسة بالتوقيت المحلي من صباح الخميس، وذلك بعد ليلة تبادل خلالها الطرفان القصف والهجمات، سقط على إثرها ناشط فلسطينيي وجرح أربعة.
وشهدت الليلة الماضية سقوط قرابة 24 قذيفة هاون على جنوبي إسرائيل انطلاقاً من غزة، وردت تل أبيب بالمقابل بغارات جوية على مناطق متفرقة في القطاع، قبل أن يسود الهدوء مع الاقتراب من ساعة الصفر التي حُددت بموجب الوساطة المصرية.
ورأى خبراء أن التحدي الحقيقي أمام جميع الأطراف يتمثل في إمكانية صمود الهدنة لأطول فترة ممكنة، ومتابعة تأثير ذلك على تحسين الوضع الإنساني للفلسطينيين المحاصرين منذ عامين.
وقال البعض إن موافقة إسرائيل على الوساطة المصرية مع حماس، ثم التوصل معها إلى هدنة، وإن كانت لمدة ستة أشهر، بتفاهمات مشتركة يدل على أن تل أبيب قد تراجعت ضمنياً عن مشروع عزل الحركة.
وقال حاييم ملكي، الباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية قال: "السؤال الحقيقي يكمن في المدى الزمني الذي ستصمد خلاله الهدنة، وما إذا كان بالإمكان البناء عليها وتحسين الأوضاع وإنهاء الأزمات."
ولفت ملكي إلى غياب الولايات المتحدة عن دورها في التوسط بين إسرائيل وجيرانها والتأثير على الأحداث في المنطقة، مشيرا في هذا الإطار إلى الوساطة المصرية مع حماس والتركية مع سوريا، واعتبر أن ما يحدث يمثل "سقطة" للسياسة الأمريكية التي "تغيب عن أهم تطور في الشرق الأوسط."
بالمقابل، قال مائير هاراش، أحد سكان مدينة القدس لشبكة CNN إنه "لا يثق كلياً" بفرص صمود التهدئة، معتبراً أنه من الأفضل التمسك بـ"التفاؤل الحذر."
من جهته، قال زياد عسلي، رئيس جمعية العمل من أجل فلسطين في الولايات المتحدة، إن الهدنة تمثل "انتكاسة" لحركة حماس التي كانت دائماً تزايد على منظمة التحرير بدعوى أن الأخير تخلت عن المقاومة ودخلت في تسوية مع إسرائيل.
ووفقاً لمشاهدات CNN، فقد ساد الهدوء شوارع مختلف مدن وبلدات القطاع صباح الخميس، بينما سمحت السلطات الإسرائيلية بدخول شحنات الوقود.
يذكر أن إسرائيل كانت قد استثنت حماس من الاتصالات الثنائية للسلام منذ أن رفضت الحركة الاعتراف بـ"حق إسرائيل في الوجود."
وقبل يوم من بدء سريان "اتفاق التهدئة" في قطاع غزة، واصلت الطائرات الإسرائيلية غاراتها الجوية على شمال القطاع، ما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل، وإصابة أربعة آخرين.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته قصفت موقعين في شمال غزة الأربعاء، مشيراً إلى أن المسلحين الفلسطينيين يستخدمون هذين الموقعين في إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون باتجاه جنوب إسرائيل.
وأضاف أن هذا القصف جاء رداً على تعرض المناطق الإسرائيلية القريبة من شمال قطاع غزة، إلى وابل من الصواريخ، يزيد عددها على 20 قذيفة، خلال الساعات الماضية، إلا أنه أكد عدم سقوط ضحايا.
وكانت حماس قد أكدت، في وقت سابق الثلاثاء، التوصل إلى اتفاق للتهدئة في قطاع غزة، يشمل وقف متبادل لإطلاق النار، وفتح المعابر الحدودية، وإنهاء الحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية على القطاع.
كما أكدت الحكومة الإسرائيلية، في وقت لاحق الأربعاء، التوصل إلى الاتفاق، الذي سيبدأ سريانه اعتباراً من السادسة من صباح الخميس، ويستمر لمدة ستة شهور، وهو الاتفاق الذي توصل إليه الجانبان بوساطة مصرية.
المصدر:
CNN