في تقرير مثير حول مستقبل اللغات في العالم قال أحد الاختصاصيين البريطانيين، أنه قبل نهاية القرن الحالي قد لا يبقى في العالم أكثر من عشرين لغة، وأن بين أكثر اللغات عرضة للانقراض هي لغات قبائل المواطنين الأصليين (من الهنود الحمر) في أميركا الجنوبية.
وتجدر الإشارة إلى أن لغات قبائل أقصى جنوب أميركا الجنوبية انقرضت فعلياً خلال الثلث الأخير من القرن الماضي. كذلك تشير التقارير في أستراليا إلى أن أكثر من 250 لغة محلية انقرضت منذ وطئت أقدام الأوروبيين أراضي أستراليا والجزر المحيطة بها.
في هذه الأثناء، أفاد تقرير لوكالة «أ ف ب» من العاصمة البرازيلية برازيليا، أن مجموعة من الاختصاصيين البرازيليين تعكف الآن على «جرد» جميع اللغات واللغات المحلية المحكية في البرازيل والتي يقدر عددها بـ150 لغة تقريباً. وفي تصريح أدلت به مارسيا سانتانا الباحثة في معهد التراث التاريخي والفني للوكالة قالت إن ما تفعله المجموعة «عمل جبار لكننا مازلنا في البداية، يقول بعض الاختصاصيين انه قد يكون هناك 180 او 200 لغة محكية في جميع مناطق البرازيل وليس 150 فقط». مع الإشارة إلى معهد التراث التاريخي والفني يوزع اللغات المحكية في البرازيل على ثلاث فئات كبرى هي اللغات الأصلية ولغات المهاجرين واللغات الافريقية ـ البرازيلية. غير أن اللغات الأصلية تشكل تحدياً حقيقياً لاختصاصيي المعهد بسبب تشتت القبائل الاصلية في مناطق وعرة يصعب الوصول اليها وقلة المعطيات الانتروبولوجية واللغوية المتوافرة حول هذه القبائل ونقص الاختصاصيين. ومن هذه اللغات النينغاتو المنتشرة إجمالاً في حوض الأمازون، والغواراني بلهجاتها وتفرعاتها ولاسيما في إقليم ماتو غروسو دو سول بجنوب غربي البلاد.
وتشير سانتانا إلى أن «ثمة بلدة في ولاية آمازوناس هي ساو غابريال دا كاشويرا فيها اربعة لغات رسمية هي: البرتغالية والنينغاتو والتوكانو والبانيوا/اراواك. غير ان اللغة البرتغالية هي وستبقى لحمة الوحدة الوطنية البرازيلية».
وفي حين يتفق الاختصاصيون على ان العديد من اللغات المحلية الأصلية (أو الهندية الحمراء) ـ التي تقدر سانتانا عددها بستين ـ مهددة بالانقراض، يرى عالم الألسنية ديني مور من متحف اميليو غولدي في ولاية بارا (شمال البرازيل) ان ربع اللغات المحلية الأصلية في البرازيل قد ينقرض في مستقبل قريب نسبياً.